ترجمة : أسعد الکعبی
سقراط والبحث عن الحقیقة
محمّد فنائی الأشکوریّ
سقراط هو اسمٌ قد اقترن مع الحکمة على مرّ العصور، ویکفی فی عظمته أنّه أستاذ أفلاطون الذی قال عنه الفیلسوف الکبیر الفرد نورث وایتهید: الفلسفة الغربیّة لیست سوى تعلیقاتٍ على فلسفة أفلاطون. کما أنّ أرسطو المعروف بالفیلسوف المطلق والذی له فضلٌ مشهود على الفلسفتین الإسلامیّة والغربیّة، هو تلمیذ سقراط بالواسطة. إنّ فضل سقراط ومکانته عظیمتان لدرجة أنّ البعض اعتبروه نبیّاً، ولا یختلف اثنان فی أنّه أستاذ الحکمة.
الهدف من تدوین هذه المقالة هو الإلمام ببعض جوانب حیاة سقراط ومعرفة طریقة تفکیره ودوره فی نشر الحکمة. فعند دراسة حکمة سقراط وتحلیلها، سوف یتّضح لنا أنّه لم یکن مفکّراً وحسب، بل أنّ الحکمة والفضیلة کانتا عنصران لا ینفکّان عن شخصیّته فی جمیع الأحوال. فقد وضع هذا الحکیم الأشیاء فی منهجها الصّحیح عندما ابتدع طریقته الاستقرائیّة التی بذل قصارى جهده فی سبیل معرفة ذات الأشیاء وحقیقتها.
مفردات البحث : سقراط، الحکمة، الاستقراء، التّعریف، دیالکتیک، المعرفة، الفضیلة.
رحلةٌ معنویّةٌ من أفلوطین إلى صدر المتألّهین
غلام رضا رحمانی
إنّ قضیّة الأسفار الأربعة تعدّ من المواضیع المطروحة فی العرفان والفلسفة المتعالیة على حدٍّ سواء. ویعتقد العرفاء أنّ السّالک طریق العرفان علیه أن یخوض غمار أربعة أسفارٍ، والفلاسفة المتدیّنون یعتقدون أنّ المباحث الفلسفیّة هی نوعٌ من السّفر الفکریّ والعقلیّ. لذا فإنّ صدر المتألّهین ( الملا صدرا ) یطرح المسائل الفلسفیّة فی إطار أربعة أسفارٍ باعتبار أنّ الفکر یعدّ نوعاً من السّلوک الذّهنیّ. العرفان یشترک مع الفلسفة الدّینیّة فی بعض الجوانب ویختلف عنها فی جوانب أخرى، وکلا العلمین یهدفان إلى معرفة الله تعالى.
الهدف من تدوین هذه المقالة هو بیان وتحلیل السّفر المعنویّ من منظارٍ عرفانیٍّ وفلسفیٍّ، حیث اعتمد الکاتب فیها على آراء بعض العلماء، مثل أفلوطین والغزالیّ وابن العربیّ وصدر المتألّهین، وبیّن أوجه التّشابه والاختلاف بین هاتین المدرستین.
مفردات البحث : السّفر العقلیّ، السّفر المعنویّ، الأسفار الأربعة، أفلوطین، صدر المتألّهین.
نظرةٌ جدیدةٌ لبرهان الصِّدِّیقینَ لابن سینا
فهیمة نیکخواه
إنّ قضیّة إثبات واجب الوجود وإمکانیّة معرفته وکیفیّة حصول هذه المعرفة، تعدّ من أهمّ المسائل المطروحة على طاولة البحث فی الفلسفة. وقد ذکر الفلاسفة والمفکّرون عدّة براهین لإثبات واجب الوجود، منها برهان الصدّیقین الذی یعدّ أشهرها. وأوّل من طرح هذا البرهان فی تأریخ الفلسفة الإسلامیّة، هو العالم الکبیر ابن سینا، ثم تلاه الکثیر من الفلاسفة حیث سعى کلّ واحدٍ منهم بیان هذا البرهان فی إطارٍ خاصٍّ. لذا، فإنّ معرفة الله تعالى بطریقة ابن سینا الفلسفیّة تعدّ من أهمّ أهداف طرح هذه القضیّة، وذلک لأنّ معرفة الله تعالى حسب منظار المتقدّمین تضع بین أیدینا تجربةً تأریخیّةً قیّمةً وتفسح لنا الباب على مصراعیه لحلّ بعض المشاکل الفلسفیّة التی نواجهها الیوم بهذا الصّدد.
تقوم کاتبة المقالة بطرح مبادئ برهان ابن سینا اعتماداً على نتاجاته الفلسفیّة وبیان صورةٍ واضحةٍ لبرهان الصدّیقین، بأُسلوبٍ مکتبیٍّ، لکی یتمّ التعرّف على مکانة هذا البرهان وأهمیّته.
مفردات البحث : برهان الصّدیقین، ابن سینا، إثبات واجب الوجود، العلّة، الواجب، الممکن.
جذور المنهج النّوریّ لشیخ الإشراق
عبّاس بخشندة بالی
هناک العدید من المدارس والآراء الفلسفیّة تدور حول قضایا الفلسفة والحکمة الإسلامیّة، وذلک من أجل رقیّها ونضوجها. ونظراً لقلّة المصادر وتعقیدها، فقد تمکّن بعض الفطاحل من تمهید الأرضیّة اللازمة لنهج الفلسفة الإسلامیّة، مثل الفارابیّ وابن سینا الذی دوّن الأساس الفلسفیّ ( الفلسفة المنشأ ). والمدرسة الثّانیة فی هذا المضمار، هی مدرسة شهاب الدّین السّهروردیّ الذی عاش فی القرن السّادس الهجریّ والتی تنطوی تحت إطار الحکمة الإشراقیّة. وأهمّ میزات هذه المدرسة هی التّناسق بین تعالیم المدرستین الشّرقیّة والغربیّة. وقد طالع السّهروردیّ بدقّةٍ وتأمّلٍ مجمل مفاهیم القرآن الکریم والأحادیث الشّریفة وفلسفة المنشأ وفلسفة الإغریق وفلسفة إیران القدیمة والعرفان الإسلامیّ، وغیرها؛ حیث أبدع فی هذا المجال وأرسى دعائم آرائه الفلسفیّة.
الهدف من تدوین هذه المقالة هو التعرّف على المدارس والآراء الفلسفیّة التی قام شیخ الإشراق بإرساء دعائم منهجه الفلسفیّ علیها. ونتیجة هذه الدّراسة تشیر إلى أنّ شیخ الإشراق قد خاض فی مختلف المدارس الفلسفیّة واستنبط تعالیم إشراقیّةً وتمکّن من إبداع مدرسةٍ فلسفیّةٍ متناسقةٍ وفی نفس الوقت مختلفةٌ عمّا هو موجود فی الفلسفة المشّائیّة، حیث کان منهجه الجدید خطوةً هامّةً فی رقیّ الفلسفة الإسبلامیّة.
مفردات البحث : شیخ الإشراق، النّظام النّوریّ، هرمس، إیران القدیمة، الیونان القدیمة، فلسفة المنشأ، العرفان الإسلامیّ.
معرفة النّفس برؤیة العلامة محمّد حسین الطّباطبائی
مصطفى عزیزی علویجة
إنّ المعرفة الشّهودیّة للنّفس تعدّ من المسائل الأساسیّة فی العرفان العملیّ، وقد اهتمّ الفلاسفة والعرفاء بهذه القضیّة منذ العهود السّحیقة. ویمکننا متابعة جذور هذه المسألة فی کتابات سقراط، حیث کان یؤکّد على ذلک بقوله: اعرف نفسک. أمّا الفلاسفة الذین تلَوه؛ ابتداءاً من عهد أرسطو، وصولاً إلى الفارابیّ وابن سینا وشیخ الإشراق والمیر داماد وصدر المتألّهین والملا هادی السّبزواریّ والعلامة الطّباطبائی، قد أعاروا أهمیّةً بالغةً لهذا الموضوع فی کتاباتهم.
والسؤال الهامّ الذی یُطرح هنا، هل یمکن للإنسان أن یُدرک جمیع درجات ذاته الوجودیّة شهودیّاً ویوصلها إلى مرتبة الفضیلة؟ وما هو السّبیل إلى ذلک؟ وقد أجاب الکاتب على هذا الاستفسار بأسلوبٍ عقلیٍّ تحلیلیٍّ. والعلامة محمّد حسین الطباطبائی ذکر منهجاً لمعرفة النّفس مستلهماً آراءه من الأصول العرفانیّة وتجاربه الشّخصیّة فی مجال المعرفة الشّهودیّة؛ وهدف الکاتب من تدوین هذه المقالة یکمن فی دراسة وتحلیل هذه الآراء. کما تمّت دراسة معرفة النّفس فی إطار آثار أهل المعرفة، إذ هذه المعرفة تقسم فی أربع درجاتٍ، هی مثالیّة وعقلیّة وفناءٌ فی ذات الله تعالى والصّحو بعد المحو.
مفردات البحث : المعرفة الشّهودیّة، التّجلّی، الإطلاق، التّقیید، عالم المثال، عالم العقل، الفناء فی الله.
دراسةٌ مقارنةٌ لآراء الغزالی وکانت فی معرفة ما وراء الطّبیعة ( المیتافیزیقیا )
محمّد إبراهیم بخشندة
یشترک الغزالی وکانت فی بعض مسائل ما وراء الطّبیعة ویختلفان فی بعضها الآخر. فالغزالی سبق کانت بسبعة قرونٍ ودوّن کتاباً نقد فیه الفلسفة. وکلا هذین الفیلسوفین کانا یرومان إحیاء الدّین، إلا أنّ الغزالیّ تعدّى ذلک إلى السّعی لإحیاء شمولیّة الإسلام وکماله بعیداً عن الأفکار العلمانیّة، أمّا کانت فقد تأثّر بالأفکار العلمانیّة والإنسانیّة والذّاتیّة البروتستانیّة.
ویمکن نّقد آراء الغزالیّ فی أنّها تفقد الانسجام التامّ، حیث قام بتکفیر أشخاصٍ استنبط من براهینهم الفلسفیّة نظریّته بشأن قضیّة ما وراء الطّبیعة. ومن ناحیةٍ أخرى، فإنّ ما فعله فی الجمع بین استدلالات وبراهین صدر المتألّهین والمشاهدات الباطنیّة والمقارنة بینها، لم یکن متکاملاً بالشّکل المطلوب. کما أنّه أنکر بعض آراء الحکماء التی هی فی حقیقتها لیست باطلةً، بل أنّها تطوّرت حسب تعالیم الصّوفیّة والأشعریّة. کما أنّه لم یتمکّن من بیان الذّاتیّة والظّاهریّة فی آرائه. وبالنسبة لقانون أخلاقه العملیّة فهو متأثّرٌ من مذهب البروتستانت ومستقلٌّ عن الدّین وانتزاعیٌّ ووهمیٌّ؛ ورأیه فی تأیید الأخلاق اللادینیّة، یعتبر من الآراء الضّعیفة التی یُعاب علیها. کما أنّ استدلاله بحقیقة تصوّر التّکلیف دون تصوّر الله تعالى، یعدّ باطلاً، ونقده الأدلّة العقلیّة لإثبات ما وراء الطّبیعة منحازٌ ولیس منطقیّاً.
مفردات البحث : الغزالیّ، کانت، الفلسفة، دراسة تطبیقیّة، الدّین.
الأصول التّحلیلیّة والاستنباطیّة لموضوع الشرّ برؤیة القاضی عبد الجبّار المعتزلی الأسد أبادی
عبّاس حاجیها
یثبت الکاتب فی هذه المقالة أنّ القاضی عبد الجبّار المعتزلی یعتقد بجوانب من موضوع الشّهود الأخلاقی والذی یعتبر المبنى الأساسی فی کسب الأصول الأخلاقیّة، وذلک بأسلوبٍ مکتبیٍّ وثائقیٍّ. وقد عیّن القاضی عبد الجبّار موضوع الشرّ وجعل له تعریفاً حقوقیّاً، حیث سیکون موضوع هذه المقالة أصول الشرّ حسب رؤیة هذا الحکیم.
یعتقد القاضی عبد الجبّار أنّ العبثیّة والکذب هما أساس نشوء الشّر، کما تناول دراسة عظمة الله تعالى وعدم إمکان نسبته إلى الشّر بشکلٍ مفصّلٍ. وقد ذکر ثلاثة أنواع من الأدلّة لإثبات أصل الموضوع، هی فلسفیّة وکلامیّة ووحیانیّة، وذلک لکی یثبت أنّ الله تعالى قادر على الإتیان بالشّر.
مفردات البحث : الشرّ، الرّجاء، الدّافع، العبثیّة، الکذب، الله تعالى.
النّزعة إلى کسب الفائدة ( الرّبح ) برؤیة بانتام
مجتبى جلیلی مقدّم
لا یمکن القول إنّ نظریّة النّزعة إلى کسب الفائدة هی من إبداعات بانتام، لکنّه طرح هذه القضیّة بأُسلوبٍ استدلالیٍّ وفسّرها تفسیراً خالداً. اللّذة والألم هما المفهومان الأصلیّان لهذه النظریّة، حیث إنّ الفائدة تعنی زیادة اللّذة وتقلیل الألم، والأصل المبدئیّ لقضیّة المیل إلى کسب الفائدة تنشأ من أصل الفائدة. ولیس المقصود من الفائدة ما کان شخصیّاً، بل المقصود منها ما کان جماعیّاً، أی حسب اعتقاد بانتام فإنّ معیار کلّ عملٍ أخلاقیٍّ هو ما ینجم عنه أکثر فائدةٍ لأکبر عددٍ من النّاس. ویثبت الکاتب فی هذه المقالة أنّ أهمّ میزةٍ لنظریّة کسب الفائدة هو اکتساب الملاک العینیّ والعملیّ، وذلک بأسلوبٍ تحلیلیٍّ وثائفیٍّ. وبعبارةٍ أخرى، فإنّ أتباع هذه النظریّة یرون أنّ الأصل الذی تستند إلیه الفائدة یکمن فی کون أکبر سعادةٍ یمکن تحقّقها هی ما یحظى بها أکبر عددٍ من النّاس، وهذا هو الملاک لکلّ عملٍ. کما أنّ نانتام یعتقد بوجود أبعادٍ کمیّةٍ ( مادیّةٍ ) حتّى فی تقییم اللّذات التی هی موحّدة، ویرى أنّ الملاکات السّبعة التی طرحها تنصبّ فی البعد الکمّی أیضاً.
مفردات البحث : اللّذة، الألم، الفائدة، التقییم الکمّی، العمل.
أصول النّقد الحدیث فی فکر السیّد حسین نصر
عبد الله محمّدی
إنّ السیّد حسین نصر یعدّ من أشدّ المعترضین على قضیّة الحداثة، حاله حال سائر الفلاسفة التقلیدیّین. فهو یرى أنّ نقد الحداثة یعدّ واجباً دینیّاً یقع على عاتق جمیع المفکّرین المتدیّنین؛ ولم یکتف بنقد نتائج الحداثة السّلبیّة، بل یرى أنّ أصولها متزلزلةٌ من أساسها. فهو یعتقد أنّ أهمّ القضایا التی هی عرضةٌ للنّقد فی الحداثة الغربیّة تکمن فی نسیان حقیقة الله تعالى، فقدان قدسیة معرفة البشر، تبدیل محوریّة الله تعالى فی حیاة البشر إلى محوریّة الإنسان الذی هو مخلوقٌ له تعالى، فقدان الحقائق المعنویّة، الإخلال بالدّین، ترویج مبدأ الرّادیکالیّة، إتلاف البیئة، العلم البحت، الفردیّة، الأزمات الخلقیّة، فقدان العائلة هویّتها، تغییر مبادئ الحریّة، حقوق الإنسان، وما إلى ذلک من عیوبٍ. ولکنّ السیّد نصر لم یتمکّن من طرح بدیلٍ مناسبٍ للحداثة. ویرى أنّ خیر الحداثة عرضیٌّ وشرّها ذاتیٌّ، ویقترح أن تکون السنّن ( التقالید ) بدیلاً للحداثة التی هی ولیدة الفکر الغربیّ وتعانی من مشاکل عدیدةٍ.
مفردات البحث : الحداثة، السّنن ( التّقالید )، السیّد حسین نصر.
مقارنة علم الوجود الإنسایّ برؤیة کانت مع علم النّفس الأرسطوئی
مرتضى روحانی راوری
إنّ الإنسان قد کان موضوعاً لأبحاث مختلف العلماء منذ سالف العهود حیث کان وجوده سبباً لتأسیس أنواعٍ متعدّدةٍ من العلوم؛ وقد تطوّرت هذه العلوم بمرور الزّمان وطرأت علیها تغییراتٌ. ومن العلوم التی تناولت هذا الموضوع، علم النّفس التّقلیدیّ وعلم البشر الحدیث، حیث تطرّقا إلیها برؤیةٍ مختلفةٍ جذریّاً. أمّا الاختلاف الأساسیّ بین هاتین المدرستین لم یکن ناشئاً عن محض صدفةٍ، بل حدث فی فترة التنویر الفکریّ إثر الثّورة المنهجیّة فی الفکر الفلسفیّ وجاء فی إطار منهج المعرفة الوجودیّة للإنسان، وأبرز مثالٌ علیه هو کتاب معرفة الوجود الإنسانیّ برؤیةٍ واقعیّةٍ ( براغماتیةٍ ).
یتناول الکاتب فی هذه المقالة مقارنة علم الوجود الإنسانیّ برؤیة الفیلسوفین کانت وأرسطو، بأسلوبٍ نظریٍّ تحلیلیٍّ؛ حیث أشارت النتائج إلى أنّ کانت حاول بیان طبیعة الإنسان برؤیةٍ واقعیّةٍ وقیّدها بجوانب اجتماعیّةٍ، کالحضارة والحیاة الاجتماعیّة والتربیّة، وما إلى ذلک، ویحاول من خلال هذا الرأی طرح بیاناً شاملاً للجوانب الوجودیّة للإنسان من النّاحیتین الفردیّة والجماعیّة. وأسلوب کانت یخالف سنّة علم النّفس، ولم یکن ذاتیّاً مطلقاً وبالتحدید هو واسطةٌ بین هذه السنّة والعلوم الإنسانیّة الحدیثة.
مفردات البحث : دراسة الوجود الإنسانی، الواقعیّة ( البراغماتیّة )، خلفیّات طبع الإنسان، طبیعة الإنسان، علم النّفس.